قفزة نوعية في قطاع الطاقة الجزائري 2024
في عام 2024، شهد قطاع الطاقة في الجزائر تحولات بارزة تعكس الجهود المستمرة لتعزيز مكانة البلاد في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين، إضافة إلى التطورات المستمرة في مجالات النفط والغاز. هذه الإنجازات تأتي في إطار إعادة انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون لولاية ثانية، حيث شهدت الحكومة تغييرات هامة تمثلت في إلغاء وزارة الطاقة المتجددة وتحويلها إلى منصب "كاتب دولة" مسؤول عن شؤون الطاقة المتجددة.
وقد أظهر التقرير السنوي لوحدة أبحاث الطاقة، الإنجازات الهامة التي حققتها الجزائر في مجالات النفط والغاز والطاقة الشمسية، مما يعكس التزام البلاد بتطوير قطاع الطاقة بشكل شامل ومستدام.
المهرج الحلقة 11
قفزة في مشروعات الطاقة الشمسية
اتخذت الجزائر خطوات جادة نحو تعزيز مصادر الطاقة المتجددة، حيث أطلقت مشروعات ضخمة للطاقة الشمسية. وقد بدأت البلاد العام بوضع حجر أساس أول محطة طاقة شمسية بقدرة 200 ميغاواط في ولاية المغير، ومن المقرر إكمالها خلال 14 شهرًا. كما تم تدشين محطة تقرت بقدرة 150 ميغاواط، تلتها محطة أولاد جلال التي تتمتع بقدرة 80 ميغاواط. أما المشروع الأهم فهو محطة بسكرة بسعة 220 ميغاواط، والتي تُنجز على مساحة 400 هكتار خلال 16 شهرًا.
هذه المشاريع من المتوقع أن تعزز القدرة الإجمالية للطاقة الشمسية في الجزائر، مما يساهم في تحقيق الهدف الطموح بإنتاج 30% من احتياجات الطاقة من المصادر المتجددة بحلول عام 2035.
خطوات نحو ريادة الهيدروجين الأخضر
شهدت الجزائر تطورات ملحوظة في مشروع "الممر الجنوبي لنقل الهيدروجين"، الذي يربط الجزائر بألمانيا مرورًا بإيطاليا والنمسا، ويهدف إلى تصدير 4 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا إلى أوروبا. وفي إطار تحقيق هذه الأهداف، قامت شركة سوناطراك بتوقيع مذكرات تفاهم مع شركات إيطالية وألمانية وإسبانية لتنفيذ دراسات جدوى وبناء منشآت لإنتاج الهيدروجين ومشتقاته مثل الميثانول والأمونيا الخضراء.
اكتشافات جديدة وتمهيد للغاز الصخري
سجلت الجزائر 8 اكتشافات نفطية وغازية جديدة خلال النصف الأول من العام في مناطق رئيسية مثل عين صالح وورقلة وبشار وجانت. كما وقعت الجزائر اتفاقية مع إكسون موبيل لدراسة فرص تطوير موارد الغاز الصخري، التي تُقدر بـ60 تريليون قدم مكعبة من الغاز القابل للاستخراج. وللحفاظ على معدلات الإنتاج من الحقول القديمة، أبرمت الجزائر عقدًا مع شركة صينية لتطوير حقل "الرار" الغازي في إليزي، مما يُتوقع أن يرفع الإنتاج اليومي بمقدار 10 ملايين متر مكعب.
إستراتيجية المناخ لسوناطراك
أطلقت شركة سوناطراك وثيقة إستراتيجية تهدف إلى تحقيق التوازن بين إنتاج الوقود الأحفوري وتحقيق الحياد الكربوني، من خلال تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والميثان، والتوسع في مشاريع الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة الطاقة واحتجاز الكربون.