الجزائر تستثمر في الذرة العلفية: خطوات نحو الاكتفاء الذاتي

الجزائر تدخل عالم الشراء الدولي للذرة العلفية

في خبر مثير تناولته وسائل الإعلام اليوم الجمعة، أعلن الديوان المهني الجزائري للحبوب عن إبرامه صفقة شراء كمية غير محددة من الذرة العلفية، وذلك في إطار مناقصة دولية شهدتها السوق. هذه الخطوة تأتي في وقت تعزز فيه الجزائر من استراتيجياتها الزراعية وتبحث عن تعزيز إنتاجها المحلي.
الطائر الرفراف الحلقة 76

تفاصيل المناقصة الدولية

وحسب ما أفادت به وكالة “رويترز”، فإن الجزائر قامت بطرح مناقصة دولية يوم الخميس، لشراء حوالي 240 ألف طن من الذرة الخاصة بالعلف الحيواني. وقد كانت الدول المستهدفة في هذه المناقصة هي الأرجنتين والبرازيل، وهما من أكبر منتجي الذرة في العالم.

الأسعار والتوقعات

كما أشار متعاملون أوروبيون إلى أن الكمية التي تم شراؤها من المتوقع أن تأتي من أحد هذين المصدرين. وذكروا أن سعر الشراء كان أقل من 240 دولارًا للطن، بما يشمل تكاليف الشحن، مع توقعات بأن يتم شحن الذرة في شهر أكتوبر عبر ست شحنات، تتراوح كل واحدة منها بين 30 و40 ألف طن.

الخطط المستقبلية للاكتفاء الذاتي

وفي سياق متصل، تهدف الجزائر إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الحبوب، حيث تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب بحلول عام 2025، ومن الشعير بحلول عام 2026. وفي هذا الإطار، أكد الرئيس عبد المجيد تبون، بعد أدائه اليمين الدستورية، أن الجزائر تسير نحو تحقيق هذا الهدف الطموح.

استراتيجية توسيع المساحات الزراعية

وكشف تبون عن خطة استراتيجية لتوسيع المساحات الزراعية المسقية إلى مليون هكتار، بعد أن تم توسيع المساحات المزروعة في الجنوب الكبير إلى 500 ألف هكتار. وقد شمل ذلك استثمارات من دولة قطر تبلغ 117 ألف هكتار، ومن إيطاليا 36 ألف هكتار، بالإضافة إلى استثمارات وطنية تصل إلى 120 ألف هكتار.

إنتاج القمح وتقاليد الاستهلاك

وفي وقت سابق، شدد الرئيس تبون على أن الاكتفاء الذاتي التام بات قريب المنال، حيث أن البلاد تنتج حوالي 80% من احتياجاتها من القمح الصلب. ويعتبر هذا الإنتاج جزءاً من تقاليد الاستهلاك والإنتاج في الجزائر، خاصة وأن القمح الصلب يمثل منتجًا أقل كميات في السوق العالمية مقارنة بالقمح اللين.

إن هذه الخطوات تعكس التزام الجزائر بتحقيق الاستقلالية في إنتاج الحبوب، مما سيساهم في تعزيز الأمن الغذائي وتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد.